גסטון צבי איצקוביץ غاستون تسفي إيتزكوفيتش Gaston Zvi Ickowicz

يواظب أعضاء المجموعة الكشفيّة متسادا التابعة لحركة الكشّافة في القدس سنويًّا على التجهيز على مدار عدّة أشهر لمراسم يوم الذكرى. وهي المراسم التي تعتبر ذروة نشاطهم السنويّ، ويدعون إليها أفراد العائلات الثكلى أعضاء المجموعة الكشفيّة، أعضاء في الكشّافة وسكّان الحيّ الذي تعمل فيه المجموعة الكشفيّة.
قُبيل المراسم، يتمّ اختيار طواقم التفكير من أبناء الشبيبة الذين يخطّطون لمعارض وكتابات من نار حول الثكل. وصف أحد أعضاء المجموعة الكشفيّة أحد هذه المعارض الذي يتمحور حول المصطلح “شهيد” بالشكل التالي: “يتناول المعنى هنا الفراغ المتبقّي للعائلة من دون الجنديّ. يجسّد المعرض الفراغ الموجود في غرفة ذلك الشهيد مقارنة باستمرار الحياة في الغرف الأخرى في البيت”. وصل غاستون تسفي إيتسكوفيتس على مدار عشر سنوات إلى مجموعة متسادا، الموجودة في وادي المصلبة في القدس.
زار المكان في اليوم التالي ليوم الذكرى على وجه التحديد، وهو اليوم الذي بقيت فيه المعارض يتيمة، والأقمشة التي شُدّت-فضفاضة، ونقوش النار متفحمة والرياح هي الزائر الوحيد للمكان. التقط بكاميرته بقايا المراسم والمعارض، التي بنتها يد الهواة وإن كان ذلك بجهد كبير. من بين المعروضات: ساحة عمليّة انتحاريّة مصنوعة من الإسفنج، الكلكار وحقيبة يتيمة، بجانبها أغنية كتبها أعضاء المجموعة الكشفيّة: “أدرك أنّ أبي…/ هل من الممكن القول إنّه قد كبُر؟ – أين هو أصلًا؟ / على أيّ بعد من الزمن؟ بالإضافة إلى ذلك، هناك صور ظلّيّة لجنود يحملون أسلحة، نُقشت بجانبها قصيدة وداع كتبها يهودا عميحاي: “يخرج الإنسان من البيت/ ولا يخرج البيت من الإنسان/ يبقى على جدرانه وعلى ما هو معلّق عليها…”. بعض المعروضات لا ترحم الجمهور، مثل الجنديّ المبتور الرأس الذي يقف ويده لا تزال مرفوعة في الهواء، إلى جانب شخصيّة قتيل مغطّاة بقطعة قماش يوتا. في المعرض يتمّ الدمج بين هذه الصور ومقتطفات من المراسم نفسها، يظهر فيها أعضاء المجموعة الكشفيّة يقفون بشكل رسميّ، يقرؤون النصّ أو يشعلون مشاعل الذكرى. الصور في المعرض مشبعة بالرمزيّة الإسرائيليّة التي تتمحور حول في يوم الذكرى كعامل مصمّم للمجتمع الإسرائيليّ. وهو يوم يتضمّن سلوكيّات واضحة تهدف إلى تعزيز وتذويت التضامن والشعور بالشراكة والتكافل في المجتمع الإسرائيليّ. الزيّ الرسميّ للحركة والزيّ الرسميّ للجيش، نجمة داود مصنوعة من قوائم خشبيّة، والاحتفاليّة السائدة على كلّ شيء.ז اسم المعرض كاسم المجموعة – “متسادا” – يستدعي أسطورة البطولة المتجذّرة في الوعي الإسرائيليّ. في كتيّبات الإرشاد لحركات الشبيبة التي طُبعت في السنوات الأولى من قيام الدولة تمّ التأكيد، في ما يتعلق بأسطورة متسادا، على أفضليّة الموت كشعب حرّ على حياة العبوديّة والتعذيب التي كانت متوقّعة للمحاصرين إذا استسلموا، أو إذا وقعوا في الأسر. يضيف وادي المصلبة، الذي تقع فيه المجموعة، بعدًا أسطوريًّا دينيًّا على ما يحدث في المعرض. من خلال العناوين، المأخوذة من محادثات الدردشة في الزوم في مراسم يوم الذكرى الأخير، يقوض إيتسكوفيتس الشعور بالتضامن والمسؤوليّة. أعضاء المجموعة المعتادين على الطوابير والزيّ الرسمي والانضباط، يخربشون على الشاشة خلال المراسم عبر الإنترنت ويشكون من الملل. ردّ فعل المرشدين هو من نوع الكليشيهات: يوبّخون أعضاء المجموعة المتمرّدين ويوضّحون لهم أنّ سلوكهم لا يتوافق مع سموّ هذا اليوم. يعرض المعرض مواضيع معقّدة وصعبة ومؤلمة. مواضيع كلّ إنسان حسّاس لها كونه إنسانًا، خاصّة إذا كان ينتمي إلى إحدى العائلات الثكلى. تمثّل طقوس يوم الذكرى التقليديّة في مجموعة متسادا في القدس الروح الصهيونيّة بلا شكّ: الجنديّ الذي استُشهد خلال أداء واجباته هو بطل، وينظر إلى عائلته على أنّها مقدّسة. تمثّل طقوس يوم الذكرى التقليديّة في مجموعة متسادا في القدس الروح الصهيونيّة بلا شكّ: الجنديّ الذي استُشهد خلال أداء واجباته هو بطل، وينظر إلى عائلته على أنّها مقدّسة. كيف يؤثّر تناول الموت على مّر السنين على أبناء الشبيبة أفراد المجموعة؟ ألا يطوّرون برودًا في الحواسّ تجاه الموضوع المأساويّ، ولا يتناولون إلّا نجاح المشروع التذكاريّ؟ وماذا عن التفكير الناقد كجزء من عمليّة يوم الذاكرة، وهي فكرة ستنعكس في المعارض نفسها؟ في ممارسته الفوتوغرافيّة، يشير إيتسيكوفيتس إلى آثار ما حدث، ويدمج بين أزمنة ويوجّه نظرة ضمنية ولطيفة، تستدعي مناقشة وتوضيح ما يجري خارج الإطار.

أمينة المعرض: شيرا فريدمن